الأربعاء 18 ديسمبر 2024

خيوط العنكبوت لكاتبتها

انت في الصفحة 133 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز

زهرة شبابها كم من أم مكلومة بكت نحيبا على فراق فلذة كبدها وزهرة عملها كم من طفلا تيتم وخسر سنده وأمانه في الحياة هذا حقا هو عدل الله فيما اقترفه والده من سكف دماء وارواح الأبرياء كما أيضا فعل بسړقة البشرية من فقير مكلوب غير قادر على الصړاخ والمطالبة بحقه كلما تذكر ما فعله والده تزرف عينيه دماء لا دمع ېنزف قلبه وجرحه غائرا لم يشفى منه ولا يدمي ابدا مهما حيي وفعل لن يكفر عن ما فعله والده هذا القلب الذي ينبض بصدره ليس من حقه ان ينبض بسعادة وان يفرح ويحب مثل باقي البشر وهو يعاقب نفسه بذلك ليس من حقه ان يعيش حياة سعيدة واخرين سلب والده حقهم في العيش بسلام وأمان وحرمهم كل متع الحياة يتقبل بعدها من أجل الٹأر والاڼتقام من نفسه لن يتحمل خسارتها يتحمل فراقها وبعدها خوفا منما لم يتحمل عليه قلبه بعد 
قلبه محطم مهشم ينتفض كالذبيح الذي ذبح غدرا على يد من ظنهم يوما أقرب الناس إليه 
أخرجه من شرودة المعذب صوت طرقات أعلى باب مكتبه تنهد بعمق ثم صوب أنظاره ناحية الباب وأذن بالدخول لتدلف الفتاة وهي تتقدم بخطواتها ووالد زوجته يقف بجوارها قائلة بترحاب 
أتفضل حضرتك سليم بيه في انتظارك 
نهض سليم عن مقعده وسار بخطوات واسعة وهو يمد يده لمصافحة 
أهلا يا عمي الشركة نورت
طالعه فاروق بنظرة عتاب فهمها سليم ثم رد على ترحيبه بفتور
منوره بصاحبها
ازدر ريقه بصعوبه وقال مشيرا إليه بالجلوس
أتفضل ياعمي استريح تحب تشرب ايه
خرجت منه تنهيدة حاړقة وقال
اقعد يا بني هم كلمتين اللي جاي فيهم مش محتاج أضايف
جلس سليم أعلى مقعده وطالعه باهتمام فهو يعلم بسبب الزيارة 
استطرد الاخير حديثه قائلا
من غير لف ولا دوران انت عارف إن صريح معاك وقت لم جيت تطلب مني ايد بنتي حياة فاكر أنت أنا طلبت مهرها يكون أيه
ساد الصمت لدقيقة ثم عاد فاروق حديثه
لو ناسي هفكرك قولت محتاج مهر بنتي السعادة والفرحة مش تفارقها مطلوب منك ماتنزلش دمعة تكون أنت سببها
انسلت من عينيه دمعة خائڼة واكمل كلماته بقلب منفطر
ليه يا بني مصونتش الأمانة اللي سلمتهالك وأنا على
ثقة تامة انك هتحفظها وتحافظ عليها هل بنتي قصرت في حقك هل ذنب بنتي أن السحر صابها
دي كانت محڼة وبلاء وكنت أولى الناس بالصبر على مراتك تقف جنبها تدعمها في مصابها خذلتها يا بني وجرحت كرامتها وكسرت قلبها ودوست عليه ولسه مكمل تدوس أسمع يا سليم انا مش جاي ارخص من بنتي أنا بنتي عندي ملكة واللي ما يقدرش يكون ليها ملك يبقى يسيبها ملكة متوجة في بيت ابوها وقلب ابوها اللي هيصونها ويساعها العمر كله
قاطعه سليم بخجل 
يا عمي أنا مااقدرش أخذل حياة كل ما في الأمر أن عاوز ابعدها عن البيت الفترة دي عشان سلامتها اقسم لحضرتك إن في وضع صعب من يوم الحاډث اللي حصل يوم عودتنا عمي انا بعتذر لحضرتك بس
مش هقدر أوضح اسباب أكتر من كده وده عشان سلامة حياة
قال بوجه محتقن مثل الډماء
تبعد مراتك عنك عشان سلامتها باي حق تقول كده بص يا بني زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
يعني اية
نهض فاروق عن مقعده استقام واقفا ينظر له بجمود 
تطلقها يا بني والجواب باين من عنوانه أنت مش شريها أنت من الاول كنت محتاج ممرضة معاك في مرضك وتتحمل تعبك واخترت حياة عشان هي بنت أصول بس وخلاص بقيت بسم الله ماشاء واقف على رجلك ورجعت زي الاول مابقتش محتاج لممرضة تسلم يا ابن الأصول بنتي في بيتي ورقتها توصلها وانتهى الكلام ما بينا
غادر المكتب بلا غادر الشركة بأكملها بدماء تغلى في عروقه لم يتوقع منه الخذلان هو الآخر لذلك بتر كلماته بقلب غاضب ملتاع على أبنته صغيرته الرقيقة كعصفور الكناري الذي كان يكسو منزلهم بذقذقته ونغماته التي تنشد بأرق الألحان هكذا يكون مصيرها الا تستحق ل حياة أن تعيش الحياة 
الفصل الثالث عشر
هبطت الطائرة القادمة من مدينة نيويورك التي كانت على متن رحلتها للقدوم إلى القاهرة من أجل الحفاظ على سليم وعائلته بعدما اتتها أخبار جميعا دون شفقة أو رحمة 
كان في انتظارها إحدى الضباط لتلك المهام الخاصة في أستقبالها بعدما تواصلت بما عرفته مع الشرطة المصرية 
أنهت أجراءات خروجها من المطار بسلاسة ثم سحبت متعلقاتها وجرت العربة أمامها وهي تتلفت حولها تترقب المتواجدون داخل صالة المطار من خلف نظارتها السوداء التي تغطي نصف وجهها 
تقدم الضابط من احد ضباط أمن المطار لكي يستعلم منه عن وصول الفتاة التي أت من أجلها أشار إليه الاخير بوجود الفتاة 
تقدم بخطواته الواثقة وبنيان جسده العريض فارع الطول مفتول العضلات بشړة قمحاوية وجبين عريض يمتلك شعر أسود قصير ناعم أملس يعقد حاجبيه الكثيفين ومقلتيه سوداويتين ذات اهداب طويله
132  133  134 

انت في الصفحة 133 من 154 صفحات