الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)

انت في الصفحة 120 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


البنك ودلف بخطواته المسرعة قاصدا مكتب محبوبته التي لم يراها منذ اكثر من عشرة ايام ولا طاقه له تحتمل وحشتها اكثر من ذلك
قبل ان يصل الى المكتب الذي كان بابه مفتوحا استمع الى احدهم يردد
فكرتي في الموضوع اللي انا قلت لك عليه يا آنسه مريم ولا لسه 
أجابته مريم بخجل
اظن انا رديت عليك يا باشمهندس على طول في نفس الوقت اللي عرضت عليا فيه الموضوع وقلت لك رايي .

انزعج الآخر من ردها وهتف برجاء
طب ازاي ترفضي من غير ما تدينا فرصه نتعرف على بعض وإنتي اصلا ما تعرفينيش
قبل ان ينطق فاهها الإجابة استمعوا الى حديث ذاك الغاضب مرددا پحده
علشان الآنسه مريم في حكم المخطوبة يا باشمهندس وان شاء الله قريب جدا هنعزمك واحنا بنلبس الدبل .
انقلب وجه ذاك الجالس علامات الطيف وأخذ يحرك رابطة عنقه دليلا علي احراجه واضطرابه من ذاك الموقف المهين واستجمع الكلمات بصعوبه علي فمه ونطق باستفسار وهو ينظر لمريم 
إنتي ليه معرفتنيش يامريم إنك مخطوبة أول ماعرضت عليكي طلبي وردك عليا كان يوحي بأنك ممكن توافقي .
كاد قلبها أن يهوي بين قدميها من نظرات رحيم الواقف أمامها فنظراته كانت كالبركان علي وشك الانفجار ولم تقدر أن تتفوه بحرف وكأن لسانها ابتلع من شده نظراته 
ولكن استجمعت حالها وكادت أن تجيبه إلا أن رحيم أشار إليها أن تصمت وأردف ببرود
ويخصك في ايه حضرتك تعرف إذا كانت مخطوبة ولا لأ هي ملزمة تعرفك حياتها الشخصية ولا حاجة 
وتابع بنبره تحمل الاستهزاء
ماهي قالت لك إنها مش موافقه انت اللي عشمت نفسك بحاجة مرفوضة من البداية.
انتصب ذاك الشاب واقفا بانزعاج وهو يردد پغضب
أنا لايمكن أستحمل

الإهانة دي أكتر من كدة ليكي مدير بنك هنا يرد لي اهانتي دي .
ثم خرج پغضب ولكنه استمع لكلمات رحيم الأخيرة 
مع السلامه والقلب داعي لك ياأخويا
ثم نظر إلي مريم مرددا پغضب
والله عال ياست مريم هانم بيتقدم لك عرسان وأنا المغفل إللي نايم علي ودانه .
قال أخر كلماته وهو يضرب علي المكتب پعنف جعلها ترتعب من غضبه الشديد الذي تراه لأول مرة هدأت من حالها وأجابته بثبات اصطنعته بأعجوبة
هو أنا يعني مش بنت زي البنات ولا ايه وطبيعي جدا إني يتقدم لي عرسان يادكتور .
اتسع بؤبؤ عينيه من ردها وهتف بحدة 
ايه الكلام اللي إنتي بتقوليه ده يا مريم فوقي لنفسك أنا رحيم .
استجمعت شجاعتها وهتفت باستنكار
هو انا قلت ايه يعني يخليك تزهق عليا وتغضب ويبقى شكلك بالمنظر ده وكأني عملت عاملة ولا كأنك دخلت لقيتني واقفه في ه مثلا .
قاطع حديثها بحدة وهدر به بنظرة غاضبة
والله عال وكمان مش معترفة بغلطك وبتتريقي كمان ياهانم !
وتابع حديثه بتصميم
اعملي حسابك انت هتسيبي الشغل في البنك وترجعي الجامعة ويبقى مكان شغلنا واحد انا اصلا مش موافق على شغلك في البنك من البداية .
جزت علي أسنانها وصاحت به
بأي حق تقرر عني وبأي حق تمنعني من شغلي إللي أنا بحبه .
صمت لثوان ثم
حدق في عينيها وأردف بنبرة عتاب مغلفة بالهدوء 
بحق الحب إللي بينا يامريم إللي وصل لمرحلة العشق 
بحق الأيام والليالي إللي بحلم نكون فيها مع بعض بحق قلبي إللي امتكلتيه وعقلي اللي مشغول بيكي ليل نهار 
بحق الوعود والعهود إللي بينا اننا نكون قلب واحد ورأي واحد وكيان واحد 
واسترسل بنبرة ممزوجه بالحزن
ياتري بعد كل إللي قلته ليا حق ولا مليش يامريم 
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة 
ماهو انت إللي دخلت فيا شمال وحمرت لي عيونك ورعبتني وخليت قلبي طب في رجلي أعمل إيه يعني 
وأكملت وهي تتمتم بصوت خفيض
مستحملتش يارحيم ولقتني بقول أي كلام .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتابع باستفسار
طيب قلتي ايه يامريم عايزك تشتغلي معايا في الجامعة وتبقي مع بعض 
تنهدت وتحدثت باستجواد
أنا حبيت الشغل هنا أوي يارحيم ولقيت نفسي في المكان ده وفي الشهور القليلة دي بفضل الله اكتسبت خبرة تعبت جدا علشان أوصل لها أرجوك ياحبيبي أقف جمبي وادعمني ومتخليش موقف تافه زي ده يأثر عليك .
احمرت عيناه من جديد ونطق غاضبا
والله إنتي شايفه
 

119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 182 صفحات