رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)
منه الهاتف وإذا به يعلن عن اتصال أحدهم فتركته هي وهو في أن واحد وكاد أن يسقط الهاتف علي شاشته إلا أن يداهما الاثنين سحبته تلقائيا كي لا يقع واحتضن كف يده كف يداها الناعمة في لحظة دون قصد من أي منهما
هو في تلك اللحظة التي احتضنت يده ليدها سرت قشعريرة في بدنه لأول مرة رغم أنه تزوج مرتان إلا أن لمستها المفاجأة جعلته ينتفض داخليا بشعور لا إرادي منه
عن إذنك هروح مكتبي أحاول أشتغل علي الفكرة .
ولم تنتظر رده وهرولت من أمامه وهي في قمة نهرها لنفسها داخليا عما حدث .البارت العشرون
جاء اليوم الذي انتظره رحيم بصبر طالت أيامه ولياليه اليوم الذي سيتقدم فيه لخطبة ملاكه الجميل التي يعشقها ويتمناها برغبة شديدة
الله الله ياعريس علي الشياكة والأناقة ولا ريحة البرفيوم ده انت هتجنن البنوتة وتخليها تدوب أكتر ومش هنعرف نلحقها بعد كدة .
ومالوا ياريما عندها حق تدوب وتعشق ده أنا الدوك رحيم علي سن ورمح .
أنهي كلامه وهو يحرك رابطة عنقه بدعابة
ابتسمت الأخري ورددت باستنكار مصطنع
يانهار أبيض علي الغرور إللي إنت فيه يبني من تواضع لله رفعه .
نظر إليها رافعا احدي حاجبيه مرددا بمرح
أمائت علي ظهره بحب وأردفت بنبرة حنونة
هزر واضحك وحب وعيش حياتك ياحبيبي ربنا يسعدك يارب ويرزقك الراحة اللي في الكون كله.
تنهد بثقل حينما لمح نظرة الحزن بعينها وأردف ملبيا
اللهم آمين يارب العالمين وإياكم يارب
واستطرد حديثه متسائلا
إلا قولي لي ياريم هو إنتي لو اتقدم لك حد توافقي
اشمعنا سؤالك
ده يعني
استوعب حيرتها وتحدث بإيضاح
أقصد يعني إنتي لسة صغيرة ويعتبر مفرحتيش بجوازك وأنا مش حابب إني أشوف عمرك بيضيع كدة هباء .
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وأردفت بنبرة حزينة
العمر مش هيروح هباء ولا حاجة يارحيم كل فدا ولادي اللي علشانهم أفديهم بعمري وأهدي لهم أيامه .
وايه علاقة إنك تبدأي حياتك من جديد بولادك أنا مش فاهم
واسترسل وهو يشير بيديه معترضا
دي نقرة ودي نقرة .
أدارت وجهها إليه وأجابته بإبانة
إزاي يعني هي نقرة واحدة
وانت مش واخد بالك أنا لايمكن أسيب ولادي وأعيش وأبني حياتي مع حد تاني وأجيب لهم جوز أم
وتابعت حديثها وهي تنهي ذاك الحوار
وبعدين ده وقت نتكلم فيه في الموضوع ده بذمتك !
إنت عريس ورايحين نتفق علي خطوبتك وكتب كتابك ياقلبي افرح ومتشغلش بالك بيا.
تنهد بحزن لأجلها وراعى شعورها المخټنق حينما فتح ذاك الموضوع وفضل السكوت لئلا يضغط عليها
وعلي صعيد أخر في سيارة جميل حيث كان يتحدث مع فريدة مرددا بدعابة
فيه واحدة رايحة تخطب لابنها وهي لسه صغيره كدة بالله اللي يشوفك يفتكرك أخت العريس مش والدته .
ابتسمت على دعابته التي يخصها بها دائما فهو محب بل عاشق لها ودوما يغازلها ويجعل روحها هائمة في سماء أخلاقه
تنهدت بسعادة وأردفت بحب
لحد امتي هتفضل تشوفني حلوة وصغيرة ياجميل
نظر إليها بحب نابع من عينيه وأجابها
لحد علامات الشيب ماتسيبش حاجة من ملامحنا خالص وبردو مش هبطل أشوفك غير فريدة بنت العشرين اللي جمالها وجمال روحها يغطي علي الكل .
كان يجيبها بصدق نابع من قلبه ولكن المغزى من وراء لطفه معها كي ينعش مزاجها ويجعلها تدخل علي تلك اليتيمة مبتسمة
بعد نصف ساعة استقلت السيارتان أسفل البناية وصعدوا إلي ذاك الطابق
كانت مريم في أبهي استعدادها لحبيب الروح الذي وصل للتو وأخبرها بالتسجيل الصوتي كي يجعلها تستعد
كانت تقف أمام المرآة تتفحص شكلها بتوتر بالغ وأثناء وقوفها شردت بحزن عميق حيث أنها كانت وحيدة لا أم ولا أب ولا أخ يقف بجانبها في أهم يوم