الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)

انت في الصفحة 57 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


بلد الأزياء العالمية وتقام فيها مختلف الفنون التشكيلية الجميلة 
حيث وصل مالك إلي تلك البلدة متجها إلي ذاك الفندق الذي تم حجزه 
وبدور عمال الفندق قاموا بإيصاله إلي جناحه المحجوز بعد إنهاء إجراءات الحجز والإتمام عليها 
دخل الي ذلك الجناح بجسد منهك ومتعب

أثر ساعات السفر 
ألقي بحاله علي الفراش لكي يعطي لجسده مهلة من الراحة لكي يستعيد نشاطه 

وما إن وضع رأسه علي التخت حتي ذهب في سبات عميق جراء ساعات السفر المرهقة له 
وبعد مرور ثلاث ساعات من الراحة والاسترخاء قام من نومه وأخذ حماما دافئا وتوضي وقام بآداء فريضة العشاء ثم ارتدي حلته الكاجوال وساعة يده ذات اللون الأسود المفضل لديه ثم خرج من الجناح وبيده حقيبته الخاصة منتظرا في مطعم الفندق موعده مع صاحبة دار أزياء مشتركة في العرض السنوي وتعتبر المستورد الأساسي لدى المالك جروب
وصل إلي المكان وجلس في ركن هادئ بعيدا عن الضوضاء ثم طلب قهوته المعتادة وأمسك الهاتف وقام بإرسال رسالة لتلك السيدة بمكانه
وقام بفتح حاسوبه يراجع أخر ماوصل إليه من تصميمات 
وبعد مرور حوالي خمس عشرة دقيقة وصلت تلك السيدة وحددت مكانه لأنها تحفظ صورته عن ظهر قلب فهي ملمة بجميع المصممين والمصممات وخاصه المحترفين منهم في جميع أنحاء العالم عدا ذاك المالك فهى تحفظه عن ظهر قلب
وصلت إليه ورددت بابتسامة مشرقة
مالك الجوهري محتكر ماركة ريما ستور صح ولا انا غلطانة .
رفع عيناه لأعلي كي يرى من صاحبة الصوت الأنثوي الذي يتحدث المصرية بطلاقة 
وإذا به تفاجأ بصاحبة العيون الفيروزية والبشرة الشقراء والوجه المستدير الذي تزينه الابتسامه الخلابة 
إنها لحقا صاحبة الإطلالة الأجنبية في حيز الروح المصرية 
ابتسم وقام من مكانه ملقيا عليها التحية بكل تهذب ومد يده قائلا
أهلا بصاحبة التصميمات المميزة وإللي كل سنه تصميماتها تكتسح العرض لأنها فعلا مختلفة ومبهرة .
ذهب إلي مكان جلوسها ثم قام بإزاحة المقعد لكي تجلس في حركة منه تدل على مدي ذوقه في التعامل مرددا بلطف 
اتفضلي يافندم .
جلست علي المقعد بكل أريحية وشكرته بعيناها بامتنان علي لطفه معاها واستمعت إلي سؤاله الذي ينم عن سرعة بديهيته في التعامل مع الأشخاص مرددا
بس إنتي بتتكلمي عربي كويس جدا مع إنك مش من أصل عربي علي ماأعتقد وبالتحديد طريقه كلامك زي المصريين بالظبط 
ابتسمت لسؤاله وأجابته باستفاضة قائلة 
صح جدا ده إنت طلعت بتفهمها وهي طايرة مش انتم المصريين بتقولوا كدة 
أشار اليها بضحكة وإشارة برأسه علامة على صحة حديثها 
واسترسلت حديثها بعيناي تفيض حبا لمصر وأهلها 
شوف يا مستر ولو تسمح لي أتعامل معاك بدون رسميات ملهاش لازمة 
أجابها بموافقة هاتفا بترحيب
عادي جدا خدي راحتك يامدام جوليا.
أكملت حديثها بحب نابع لذكرياتها المحببة لقلبها عن أعظم بلد قامت بزيارتها العديد من المرات 
بابا كان دايما ياخدني زياره لمصر كل سنة وأنا طفلة صغيرة متتصورش الرحلة دي بالنسبه لي كانت من أحسن الرحلات إللي بابي كان بيطلعهالي في جميع أنحاء العالم 
وكمان أنا واخدة كورس لغة عربية وكنت دايما بتابع الدراما المصرية وبعشقها جدا ولحد دلوقتي من أقرب الدراما لقلبي وميعديش عليا يوم إلا لازم أستمتع بفيلم أو مسلسل شدنى فباتالى بعرف أتكلم مصرى كويس وحافظة كتييير من إفيهات المصريين اللى بجد funny .
علامات الاندهاش بدت علي وجههه من حديثها الذي لم يكن بحسبانه 
وحتي شكلها ككل لم يكن بحسابنه
فقد كان عالقا في ذهنه ومتخيلا أن صاحبة تلك الإمبراطورية العظيمة سيدة ذات سنا أكبر من ذلك 
ورد علي حديثها بإعجاب
قد كده بتحبي مصر والمصريين من لمعة عينك وإنتي بتحكي عن زياراتك ليها .
جدا بحبها وبحب هواها وناسها وكل معالمها ... جملة صادقه نطقتها تلك الجوليا 
واسترسلت وهي تقوم بفتح حاسوبها 
نقدر بقي نبتدى شغل 
إنت كنت قلت لي إنك عندك كذا تصميم مختلفين جدا ومبهرين ممكن أشوفهم 
قام بفتح الملف لتلك التصميمات ووجه الشاشة إليها مرددا بموافقة
اتفضلي وعايز رأيك فيهم بكل عملية.
ما إن رأت التصميمات وجابت بها بأعينها مدققة النظر بها والتي لفتت انتباهها ببراعة حتي ظهرت علامات الانبهار بتلك التصميمات هاتفة
oh my good its wonderful
إزاي التصميمات دي
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 182 صفحات