الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف (كاملة)

انت في الصفحة 78 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


متسائلا
لم تتخيل رده على ما حدث لها ان يكون بتلك الشدة والحدة فهو دائما حنونا عطوفا محتويا لهم في شدائدهم
فنظرت له بعيون تلتمع الدموع داخلها هاتفه باستغراب 
كنت متوقعه اني لما اجي اقول لك اني اتخانت مين اللي امنت له واديته عمري وشبابي واستحملت الغربه معاه علشان خاطر نبني مستقبل اولادنا وفي الآخر غدر بيا انك تاخد موقف حاسم معاه مش معايا انا ليه بتعمل فيا كده يا بابا

استوعب سؤالها واردف بنبرة جادة متجنبا حزنها ولمعة عينيها بالدموع 
علشان انا عارفك يا بنتي كويس جدا زي ما انا ما عارف ايهاب اكتر منك بكتير كان دايما بيبص لك وهو ماشي ومستنيكي تقولي له اقعد وما تسيبنيش وهعيش معاك بأقل امكانيات بس تفضل في نا وما لقيهاش منك ولا مره ولقاكي انتي مبسوطة بكده 
ڠصب عنه ضعف واحتاج للي اي راجل ما يقدرش يستغنى عنه ولقى قدامه فرصة لواحده جميلة عندها فرصه تبقى جنبه لدرجة انها خلته في سنينه الأخيره ما بقاش يطلب ولا يترجى ان هو يقعد وبالرغم من انه متجوزها من خمس سنين وإنتي كنتي بتروحي كل سنة الا انك ما حسيتيش 
واسترسل بنصح وارشاد 
وانا بنصحك نصيحة لوجه الله وبالرغم من ان انا عارف ان انتي مش هتقبليها ولا هتعملي بيها حاجه لكن واجبي عليكي كأب خاېف على بنته انك طالما ما حسيتيش يبقى ما تفكريش وما تخربيش بيتك واولادك واصفحي وسامحي وخليكي كريمه زي ما انا دايما مربيكم .
عثت في جوفها حربا أشد من أن تتحكم بها ومن أن ټقاومها بسبب كلمات والدها التي لم تتوقعها بالمرة فبدلا من ان يخفف عنها المها بل زاد الچرح چرحا وضغط عليه جعلها صړخت صړخة عالية مرددة بتصميم
عايزني اسامح في اللي خاني واتجوز عليا اتجوز عليا انا راندا !
ده لو جالي راكع مش هسامح وهتطلق وهحرق قلبه وهخليه يندم على اللي عمله معايا بدل المره ألف مره وهندمه على كل لحظة غدر وخېانة عملها فيا .
صفق بيديه مرددا بسخريه 
برافو برافو إنتي كده البنت اللي هي اللي عرفت تجيب حقها من جوزها ابو عيالها هو إنتي ناسيه ان انتم بينكم بنت وولد في سن حرج وما ينفعش اللي إنتي بتعمليه ده خالص ولا ايه بالظبط
واسترسل حديثه بحدة 
لتاني مره هنصحك نصايحي اللي عمرك ما بتاخدي بيها ابدا و هقول لك ما تمشيش في طريق الخړاب علشان إنتي اول المتدمرين بس المره الجايه الدمار هيوجعك لانه هيبقى في اعز ماليكي وساعتها هتقولي يا ريتنى سمعت كلامك زي ما قلت لك نفس الكلام ده كل مره جوزك بيرجع ومسافر فيها واللي في دماغك في دماغك فكري في كلامي مره واتنين وعشره وساعتها هتعرفي ان الراجل الكبير اللي واقف قدامك ده نصيحته ونظرته لقدام في محلها 
كل ذلك وفريدة صامته ولكن استفزها حديث جميل مع ابنته بعد ان قصت له خېانه زوجها لها مرددة باعتراض 
كلام ايه اللي انت بتقوله ده يا جميل يعني خاڼها واتجوز عليها وفي الآخر بتطلعها هي اللي غلطانه ده يغور في ستين داهية الصنف اللي زي ده .
لم ينصدم جميل من رايها فهي دائما قوية الشخصية رغم انها تقف بجانب الجميع دائما ولكن لن ولم تسمح لاحد في يوم من الأيام ان يهين ابنائها 
ربع ساعديه حول صدره ونظر اليها نظرات لوم مرددا بتنبيه 
عيب الستات إنهم عاطفيين وبيبصوا تحت رجليهم ما بيبصوش للمستقبل ويشوفوه هي لو كانت بصت للمستقبل من زمان وحطته قدام عينيها ما كانش جرى لها 
واسترسل حديثه وهو يعطيهم ظهره مرددا بإبانة 
وطالما ده رايك انتي كمان انا هسيبكم تحلوا المشكله مع نفسكم وتعملي اللي على كيفك يا راندا بس بعد كده ما تجيش تقولي الحقني يا بابا علشان اللي إنتي رايحه له طوفان بدل ما ټغرقي بيه جوزك لوحده هتغرقي معاهم انت والمساكين ولادك اللهم بلغت اللهم فاشهد .
نظرت راندا پانكسار وحيرة الى والدتها والدموع تكسو وجهها كالشلالات لم تعرف ماذا يقصد اباها 
امن الممكن ان تعود للذي ذبحها مرة اخرى وكانه لم
 

77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 182 صفحات