الأربعاء 18 ديسمبر 2024

خيوط العنكبوت لكاتبتها

انت في الصفحة 108 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز

وتدور حول نفسها أمام والدتها قائلة
أيه رأيك يا نينه حلو مش كده
طالعتها والدتها بنظرات فاحصة ثم قالت
تنهدت في أستسلام وقالت 
تاخدي صينية الاكل دي تنزليها تحت المطرح سكن بخواجة ألماني خبطي عليه ياخد الاكل وتعودي طوالي بلاش لكاعة
أزدادت أشراقا واتسعت أبتسامتها ثم سحبت خصلة من شعرها الأسود اللامع لتجعلها تتطاير على وجنتها ثم امسكت بالصينية بين كفيها وسارت بخطوات متهادئة ونظرات براقه تريد أن ترا هذا الشخص الأجنبي الذي سكن منزلهم لم تستطع طرق الباب بكفيها وقفت لحظات أمام باب الشقة ثم اتتها فكرتها بأن تطرق الباب بقدمها منما جعلتها ترفع ساقها اليمنى وتميل بها للأمام تقرع باب الشقة مرتين متتاليتين 
كان ألبرت يضع ثيابه داخل خزانة الملابس في ذلك الوقت وعندما استرق السمع لدقات أعلى باب الشقه ترك ما كان يفعله وذهب لفتح الباب ليتفاجئ بفتاة شابه جميلة في مقتبل العمر طالعها بدهشة لتدلف ذات الغمازتين وساحرتيها السوداء التي تطالعه من رأسه إلى اخمص قدمه وابتسامة رقيقة تزين ثغرها المنتكز كحبات الكريز قالت بصوت رقيق 
سعيدة يا خواجة انا زمردة
تبسم لها بود وردد قائلا
صباحك سعيد زمردة أنا ألبرت
أشار بعينيها لكي يبتعد من طريقها وتدلف لداخل وهي حاملة لصنية
الطعام افسح لها وجدها تضعها أعلى الطاولة الصغيرة وهي تقول
نينه باعته ليك الأكل ومنبهة عليا ولو احتاجت أي حاجة اطلع اطلبها دوغري
اشتم رائحة الطعام الشهية وجلس بالمقعد حول الطاوله وجلست هي الأخرى تخبره بما طهته والدتها
دي ملوخية دوقها هتعجبك كتير
الملوخية بتتاكل هم كدة يا خواجه يلا امسك وكل
أعطته الخبز ليفعل مثلما تفعل هي وهو يشاركها الابتسامة والمرح على حديث وعفوية تلك الساحرة الصغيرة التي اقټحمت منزله فجأة وتبادل بينهما أطراف الحديث منما جعل زمردة منبهرة بهذا الشاب الوسيم المثقف وكان لديها ميول للتعلم كل أمور الحياة بخارج مصر ورسمت أحلاما وردية تتمنى الزواج من ذلك الشاب الألماني وتسافر معه لترا بلدة أخرى وتعيش حياة غير التي أعتادت عليها 
توالت الايام على وجود ألبرت داخل أرض المحروسة وتوطدت علاقته ب زمردة التي نشبت بينهما أعجابا من كلاهما وهي من جعلته يتفتل بشوارع القاهرة وكان ممنونا لها ما تفعله من أجله فقد كانت تغادر منزلها خلسة دون علم والديها بأنها تتفتل مع ذاك الشاب الألماني الذي خطڤ قلبها منذ أن وقعت سوداويتها على بحور عينيه السماوية البراقة التي تشع بالحب والألفة 
وعلم في ذلك الحين موعد المزاد العلني لبيع قطعة الآثار الفرعونية النادرة والتي جاء من بلدته من أجل اقتناءها دع زمردة بأن تذهب معه ولكنها رفضت بسبب الازدحام في ذلك المكان العلني وقررت انتظاره في شرفة غرفتها تنتظر عودته وهي تتطلع للمارة هنا وهناك داخل الخان 
حصل ألبرت بالاخير على هدفه الذي جاء من أوربا لأجله وعاد إلى مسكنه بفرحة عارمة اما عنها فعندما رأته يسير داخل الحارة ركضت مسرعة تغادر غرفتها ثم سارت بخطوات بطيئة لكي لا تمسك بها والدتها وغادرت المنزل بأكمله تهبط درجات السلم ركضا وتطرق باب شقته ليفتح لها ويلتقفها في أحضانه يبث لها فرحته اقتناء التمثال ودار بها داخل الشقة مثل الرياح المتطايرة بخفة وتداعبهما وتتخبط بهما في لطف ثم انزلها برفق وهو يقول بلكنة المصرية 
منون لك زمردة على كل ما فعلتيه من أجلي حصلت على التماثل ووجب
عليا العودة إلى برلين
انتابها حالة من الحزن تقلصت ملامح وجهها وكادت ان تبكي فقد حان عليهم موعد الفراق شعر هو بحزنها امسك ذراعيها وجعلها تنظر له ليقول لها بصدق مشاعر
أسعد لحظات عمري قضيتها هنا بالخان برفقتك يا صغيرة
ردت بضجر صغيرة
تبسم في حب وعاد يكمل حديثه
أجل صغيرة سحرت قلبي وانتشلتني لعالم أخر مليئ بالسعادة والبهجة قضيت أجمل أيام بصحبتك وتعلقت بك حد الجنون ولكني أعتذر منك يجب أن اودعك وأعدك بأن أتى ثانيا في القريب العاجل فلن استطيع الأبعاد عنك وأطلب منك الانتظار
همست بحزن 
مكتوب علينا الفراق
بأحبك يا زمردتي الصغيرة الفاتنة الحبابة التي سړقت لب قلبي بنقاءك وعفويتك يا أجمل فتاة راتها عيناي
الفصل الرابع 
مرت ثلاث ليالي على وجود ألبرت على متن الباخرة العائدة إلى برلين وهو سعيدا بتلك الايام الماضية التي قضاها برفقة زمردة داخل شوارع المحروسة كانت البسمة تنير وجهه وهو يتذكر الفتاة الجميلة التي سړقت لب قلبه بعفويتها وخفة ډمها وجمال ملامحها الشرقية الفاتنة فقد كانت قصيرة القامة ذا جسد ممشوق ابيض بعيون سوداء كسواد الليل وشعر طويل كاحل يتعدا نصف ظهرها كلما نظر للسماء الهادئة بسحبها البيضاء راء وجه محبوبته كالنجمة اللامعة بين النجوم قمرا منيرا عكمة السماء مثلما أنارة ظلمة قلبه وسكنته بعدما كان خالي القلب 
لم يشعر بملل تلك الأيام فقد كان دائما الانشغال بما راء بمصر وطيبة شعبها وودهم الذي لاقاه بينهم والألفة والمحبة التي توجد بين الاناس والجدعنة والشهامة الذي وجدها من والدي
107  108  109 

انت في الصفحة 108 من 154 صفحات