الأربعاء 18 ديسمبر 2024

خيوط العنكبوت لكاتبتها

انت في الصفحة 121 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز

بجواره مغادرين الفيلا استقل سليم سيارته وجلس سراج بالمقعد المجاور له لينطلق سليم يشق طريقه حيث وجهته المنشودة يريد ازاحت الحمل الذي يثقل صدره يريد أن يشارك احد همومه 
في المنصورة 
عندما وصل فاروق وعائلته المنصورة قرر الذهاب أولا لمنزل شقيقه اصطحب زوجته معه ثم ترك فريدة وأمل بمنزلهم الذي لا زال موجودا 
تنهدت أحلام وسارت بجانب زوجها وهي تهتف في حزن
مش قادرة يا ابو حياة ابص في وشها قلبي بيتقطع كل ام افتكر حصل ايه لحياة
ربت على كتفها بحنو وقال بطيبة قلب 
أحنا أهل يا ام حياة حقك عليا أنا اللي عملته أم طارق كبير اوي وربنا يمهل ولا يهمل وأحنا قلوبنا عامرة بوجود ربنا ربنا يتولاها في بلاءها
مش قادرة أسامح من قلبي
قالتها بحزن ثم أنهمرت دموعها كلما تذكرت ما أصاب ابنتها على يد زوجة عمها وكل ذلك عندما رفضت حياة الزواج من ابنها طارق سعت بكل الطرق لكي تهدم حياتها عن طريق الدجل والشعوذة 
حاوطها فاروق من كتفها وقال بحنو فهو يعلم انها أم ولن تنسى من تسبب بالاذي لإحدى بناتها 
هزت رأسها بالموافقة فهي حزينة على كل ما مرت به ابنتها من معاناة ولن تصفح بهذه البساطة لأنها تعلم بأن ابنتها لازالت تعاني من داخلها فكل ما مر عليها ترك چرحا بقلبها ولن تتماثل الشفاء بعد 
عادت أحلام لمنزلها وظلت تنتظر عودة زوجها اما فاروق فأكمل طريقه في الذهاب لمنزل شقيقه الأكبرشريف
وقف فاروق يطرق باب الشقة ليجد طارق هو الذي يفتح له الباب فلم يصدق طارق نفسه
ارتمى بأحضان عمه الذي التقفه بحنو وظل يربت على ظهره لتعلوا شهقات طارق الذي يبكي
وحد الله يا بني
ابتعد طارق عن أحضان عمه ودعاه للدخول ولج فاروق لداخل وهو يحاوط طارق بكتفه 
عامل ايه يا طارق يا بني
مح دموعه المنسالة على وجنته وقال بصوت خاڤت
الحمدلله يا عمي بخير
يارب دايما بخير يا حبيبي
ثم قال بتسال
انت جيت أمته من سفرك
اجابه بأسى
من يومين
تنهد فاروق بحزن عميق على حالة ابن شقيقه الذي ضعف جسده
وهزلت روحه كانه يرا كهلا لا شابا في ريعان الشباب همس داخله يردد
لا حول ولا قوة الا بالله
غادر شريف غرفة زوجته ليرا شقيقه اقترب منه فاروق يعانقه بشوق جارف قال شريف بأسف وحزن
واحشتني يا اخويا حقك عليا
ابتعد برفق وهو يبتسم له ثم قبل راسه بود
حقك عليا أنا ڠصب عني انشغلت عنك في ظروف كده هقولك عليها بس طمني الأول على ام طارق عامله ايه دلوقتي
قال بياس 
زي ما هيه
ربنا يشفيها ويعافيها ويقومها بالسلامة يا رب العالمين
قال بتنهيدة يأس 
يارب
اصطحبه شريف لغرفة زوجته الممددة على الفراش شاحبه الوجه هذيلة الج سد ساكنة تماما فقط بؤبؤة عينيها الجاحظتين هي التي تدور بالغرفة صوتها يكاد يكون مسموعا وخز ينخر عظامها ألم في الدقيقة مائة مرة السړطان ياكل من أوصالها وهي لا تستطيع مقاومته بعدما تمكن منها الجلسات الكيماوي لم يعد يجد نفعا في حالتها المتأخرة يهاجمها المړض سريعا فمنذ أن علمت باصابتها بسړطان العظم وهي في المرحلة الأخيرة منذ شهرين وهي على هذا الوضع 
وعندما علم طارق لم يتأخر في العودة لكي يكون جانبها في أخر لحظات حياتها فعلت به الكثير وكان يود الهرب ولكن قلبه النقي لم يقدر على التخلي عن مسئوليته فهما حدث منها فهي
ستظل والدته وهذه حقيقة لن يتخاذل عنها 
أشفق فاروق على حالتها تلك فهذه السيدة المتسلطة زوجة شقيقه صاحبة الكلمة المسموعة ذا الجبروت والقوة هكذا هزمها المړض هذه نهايتها ستموت بسبب مرض لا دخل لنا به قال بصوت حزين على وضعها يحاول مؤاستها
الف سلامة عليكي يا ام طارق ربنا يعفو عنك
طالعته بنظرة ندم وحسرة على ما فعلته بالماضي وهذا عدل ربنا فيما كانت تنوي فعله في حياة كانت تريد مۏتها بالنهاية وټدمير سمعتها وشرفها وحياتها بأكملها هذا عدل الله في الأرض فماذا عن عدله في السماء سوف يقتص منها على كل ما فعلته بتلك المسكينة التي لا حول لها ولا قوة من أمرها 
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
لم تهتف إلا بصوت خاڤت جملة واحدة تتردد دائما على لسانها
قول لحياة تسامحني روحي متعلقة بكلمة منها
جف حلق فاروق وقال لكي يطمئنها
حياة مسامحه يا ام طارق
هزت رأسها بخفة وقالت وعينيها تذرف الدموع
لا حياة بتواجه مصير مالهاش ذنب فيه حياة تعبانة
الشيخ مبروك ماقدرش يبعد عنها الجن خاف ياذيه
اقترب طارق من والدته يريد تفسيرا لحديثها قبض على كف طارق وقالت بصوت متقطع 
سامحني يا بني الدجال ماعرفش يفك السحر حياة دلوقتي في خطړ بتواجه لوحدها
شعر فاروق بغصة داخل حلقة ووخزة بصدره فلن يتحمل رؤية ابنة تعاني ولن يقبل للايام القاسېة ان تعود وهم مغادرة منزل شقيقه بقلق على أبنته وقال پخوف
لازم اوصل الشيخ عبدالله وأخده معايا مصر علاج
120  121  122 

انت في الصفحة 121 من 154 صفحات