الأربعاء 18 ديسمبر 2024

خيوط العنكبوت لكاتبتها

انت في الصفحة 125 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز

ما ينزل فيها 
اللهم اني اعوذ بك من شړ ما أجد وأحاذر 
اللهم كن عينها التي ترى بها ولسانها الذي تنطق به واحفظها بحفظك 
اللهم إني أمسيت أشهدك وأشهد حمله عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا انت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك 
اللهم وبحق القرآن العظيم وبحق حبك لنبيك صلى الله عليه وسلم حصنها من كل ما ېؤذيها 
تصبب الشيخ عرقا من كل جسده وهدات الرجفة التي احتاجه ثم اقترب من جسد حياة الساكن مكانها ووضع يده على جبينها يقرأ ايات قرانية 
ثم طلب من والدها إحضار مصحف ووضعه بين كف حياة 
افتحي يا بنتي المصحف واقري سورة البقرة 
انصاغت حياة كالمغيبة تلبي رغبته وتبسم لها الشيخ عندما وجدها تقرأ بهدوء ولم يحدث لها شيء أشار لوحدها بالخروج وظلت خديجة بجوار حياة 
حدثه الشيخ قائلا بحزن
اللي على حياة يا حاج فاروق صعب أوي ده متمسك بجسدها بس ربنا كريم وهيقدرنا عليه بإذن الله حياة بعدت عن ربنا والتهت بدنيتها الجديدة مش هقولك تفاصيل عن حالتها بس كل بمشيئة الله وحياة محتاجة جلسات كتير بس بأمر الله هنقضي عليه وننتصر 
الفصل العاشر 
ألم الرحيل أصعب شيء في الوجود رحيل من نحب بسفر أو مۏت أو غيره وكذلك نحن أحيانا تضطرنا الحياة لنرحل من المكان الذي نحبه 
إذا قررت الركض يوما فاصطدمت بالجدار أو فكرت في الطيران إليهم فاصطدمت بالسقف أو حاولت السباحة نحوهم فتحول البحر إلى كتلة من الجليد فعندها فقط أنتعل إحساسك بالإحباط وأرحل بلا صوت حين تكتشف أن الزمان ليس زمانك وأن المكان ليس مكانك والإحساس ليس إحساسك وأن الاشياء حولك لم تعد تشبهك وأن مدن أحلامك ما عادت تتسع لك عندها لا تتردد وأرحل بلا صوت 
عاد ألبرت إلى قاهرة المعز وكان مستمرا في الكيان الذي كونه بنفسه فدخول عالم صعب الخروج منه إلا بأزهاق الروح ونزع الروح عن الجسد وهو عالق بروحه مع زمردة الفتاة المصرية التي دخلت على حياته صدفة لتغير قدره 
زفت بشائر ولادة زوجته عن طفلين من الصبيان كانت الفرحة عارمة بالحي بأكمله الجميع من جيران الحي يبارك ويهنئ وعلت الزغاريد وتوافدت على المنزل صديقات زمرد ووالدتها مباركة ذلك الحدث السعيد 
وعندما خلى المنزل من ضجيج النساء دلف ألبرت غرفة زوجته النائمة بهدوء وجلس على طرف الفراش ينظر للطفلين بكل محبة وذرفت عينيه دموع الفرح بسبب قدومهم على حياته لتزداد سعادة فوق سعادته 
رفع انامله
يداعب كف صغيره الغض الناعم الرقيق قبض طفله على أصبعه بكفه علت أبتسامته وهو يرا ابنه يفعل تلك الحركة متشبثا باصبع والده اما الطفل الآخر فقد كان في ثباته العميق لم يقدر على ترك صغيره لذك حمله برفق بين يديه وترك زوجته وصغيره الآخر نائمين وغادر الغرفة وهو يقرب صغيره من أنفه يستنشق عبق رائحته الطفولية التي تدغدغ أوصاله 
جلس بركن مظلم في الغرفة المجاورة ووضع صغيره بحجره وظلت حدقتيه الصغيرتين تتلفت هنا وهناك وارجل ألبرت لم تكف عن الاهتزاز لكي يجعل صغيره يذهب في نومه ولكن يبدو أن الصغير مثل ابيه سعيد بهذا الانس بينهم 
همس ألبرت بصوت خاڤت جانب اذنه 
شبلي الصغير لماذا لم تنم مثل أخيك ثم اردف قائلا
حسنا يا
صغيري سوف اقص عليك قصة جميلة ستجعلك تنم بهدوء
ظل يداعبه برفق وحنان ويهمس له بكلمات الأغنية التي يعشقها ليهدأ تمام ويرتخي جسد الصغير في نوم هانىء حمله برفق وأعاده إلى جوار والدته وشقيقه 
مر عام يليه الآخر وكبر الطفلين وهم الان في عمر الرابعة وكلما كبروا يزداد تعلق ألبرت بصغاره ويصطحبهم معه إلى البزار يوميا يركضون ويلعبون ويلهون بالخان وعند شعورهم بالتعب يجلسون بجوار والدهم الحاني الذي يجلب لهم مشروب العناب وبعض الحلوى المفضلة لديهم واللذين يطلقون عليها مسمى أرواح
ويظلوا بجواره إلى موعد الغداء لتاتي والدتهما بالطعام ويجلسون جميعهم يتناولونه في جو من الألفة والمحبة والمرح مع الصغار اللذين يتقاذفن حبات البندورة وصوت ضحكاتهم تجلجل في متجر التحف الخاص بوالدهم وهو يطالعهم بكل بسعادة لم يكن يعلم بأن سعادته ستنطفي فجأة عندما صړخ إحدى تؤامه يتلوى ويمسك ببطنه مټألما صارخا پألم يفتك بأحشاءه ولم يستطع تحمله وجسده الهزيل يتصبب عرقا
تحولت لحظة سعادتهم للحظة ألم على الصغير حمله ألبرت على كتفه وهرول به إلى المشفى الصغير الذي على بعد كيلو مترات من الخان يطلقون عليه مسمىوحدة صحية او مصطوصف صغير
في ذلك الوقت كان منتشر وباء الكوليرا التي تصيب كبارا وصغارا ولم ينجو أحد منها عاد بها إلى منزلهم وظلت زوجته ماكثة بجوار صغيره تعمل على خفض حرارته وتبكي بحړقة على آلام صغيرها ووقف ألبرت عاجزا عن فعل شيء يشفي فلذة كبده رغم أمواله وثروته إلا أنه يقف مكبل الايدي أمام صرخات وألام
124  125  126 

انت في الصفحة 125 من 154 صفحات