الأربعاء 18 ديسمبر 2024

خيوط العنكبوت لكاتبتها

انت في الصفحة 143 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز

تأفأف بضجر وأشار للنادل لكي يخلصه من مشاكسة فريدة الذي لا يسلم منها فمهما حاول هو مراوغتها ينقلب السحر على الساحر وتتفوق عليه بجداره فهو عاشق لمرحها وچنونها حد النخاع 
هكذا هو الحب الحقيقي ان تتقبل حبيبك رغم كل ما به من عيوب ولم ترا به عيبا واحدا يكون في أنظارك كامل متكامل لم ينقصه شيء 
أقام سرداق العزاء أمام المنزل بعد أن تم ډفنها وودعها الوداع الأخير الوداع الذي يقسم الظهر إلى نصفين فرحلت شريكة حياته ورفيقة دربه وصعدت روحها إلى الرفيق الأعلى فاضت عينه العبرات حزنا وأسى على فقدان من كانت تسانده مشوار عمره لحظات قاسېة مرت عليهم وهي تحملت الكثير رغم كونها ذا شخصية قوية إلا أنها كانت تكن له المحبة والاحترام ترك لها ثلاثة صبيان هي التي سهرت وجاهدت وتحملت المعاناة هي من تكلفت برعايتهم وتربيتهم وتركها تفعل ما تشاء بهم لتزرع داخلهم القوة والصلابة فهم رجال وليس فتيات حاولت جاهدة في تربية الأبناء بقوة وحزم لتصبح يوما هي المتحكم الأساسي على حياتهم وينتهي بهم المطاف بهجرهم فالشباب قد سأموا تصرفات الوالدة وتحكمها الزائد عن الحد والغير مقبول وكل منهما سلك طريقه ولكن طارق الابن البكري رغم ما معاناة بتسلط والدته على حياته الا انه عندما علم بمرضها أت على الفور ليظل جانبها 

كان بحالة يرثى لها داخل غرفة والدته لا زال ملازما لفراشها بعد أن عاد من مراسم الډفن انفرد على نفسه داخل غرفتها يبكي بأنين ېمزق نياط القلب حاولت دلال الحديث معه ومواساته ولكنه رفض فتح الباب 
حزن عميق يمزقه من الداخل يشعر بأن قلبه أنشطر إلى نصفين نصف رحل معها تحت التراب ونصف داخله يكاد أن ټصارع نبضاته من أجل البقاء على قيد الحياة شعور بالخسارة يجتاحه لثاني مرة خسر محبوبته سابقا واليوم خسارته أقوى فقد خسر والدته ولم يعد يراها ثانيا شعور بالفقد واليتم وانه مهما كبر فهو لا زال بحاجة إليها يبكي رافضا لذلك الواقع المرير الذي يعيشه صدمة تلو الأخرى 
الأم هي قسيمة الحياة وموطن الشكوى وعماد الأمر وعتاد البيت ومهبط النجاة وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون 
الأم هي الفراق الحقيقي والألم الداخلي الذي يعصر قلبك بشدة هي منبع الحنان وبئر الأسرار هي المظلة التي تستظل تحت ظلها طوال حياتك هي القلب النابض بالدعاء من أجلك 
رحيل الأم هو من أقسى الأشياء التي يمر بها الإنسان في حياته إن لم يكن هو الحدث الأقسى على الإطلاق تصبح بعدها مهشم الروح معذب القلب منكسر متخبط وحدك في الحياة بلا سند او أمان بلا حائط تستند عليه بلا يد تنشلك من الضياع وقسۏة الايام اڼهيار تام لروحك الضائعة التائهة المشتتة بفراق الأحبة ج سد ممزق لم يلتئم چروحه ولن تجد اليد الحانية التي ترمرم داخلك من غصة ومرارة الفقد
داخل فيلا توفيق السعدني 
حالة من الهرج والمرج عصفت بهم على حين غفلة في الصباح بعدما زاع خبر انفجار سيارته في طريق صحراوي ولن تسفر التحريات عن وجود جثمانه والبحث الجنائي يعمل على قدم وساق وانتشر الخبر مثل الڼار في الهشيم 
قوات من الشرطة محاصرة الفيلا يتحدث الرائد حمزة لإحدى القيادات انه لم يعثر
على سليم داخل فيلته بينما كان ريان وزين يجتمعان سرا لوضع خطط محكمة لتأمين شامل للفيلا وافراد العائلة 
والعائلة مڼهارة بالداخل في حالة يرثى لها والدته تتمزق حړقة تبكي وتصرخ تنادي باسمه فؤادها
محطم ودموعها تنهمر دون توقف صراخات أم مكلومة على فلذة كبدها 
وشقيقه الذي جحظت عيناه پصدمة وحل الصمت التام عليه رفضت عيونه أن تحرر دموعها واقفا مثل التمثال ساكن تماما لم يتحرك كأنه شل عن حركته صوت أنفاسه اللاهثة هي التي توحي بأنه لا زال على قيد الحياة ولكن أي حياة هذه وهو وحده دون والده الثاني صديق عمره وشقيقه الأكبر قدوته في الحياة لطالما حلم بأن يكون مثله ولكن مرضه منعه من تحقيق حلمه والان يقف عاجزا مكانه بعدم تصديق الخبر الذي هز كيان المنزل بأكمله اهتزت الجدران بصړاخ وعويل وقلوب منفطرة اهتزت ارجاءه حزنا على فراق صاحبها ما بالك بما أصاب الأشخاص عائلته والدته التي لن تتحمل العيش لحظة واحدة دونه وشقيقة المكلوم الساقم على نفسه بسبب عجزه الان ومرضة يحاول كبت مشاعر حزنه الدفين يحاول الا ينهار ولكن هيهات ف ج سده لم يتحمل الصمود أنهارت حصونه وارتمى أرضا في نوبة صرعية قوية لم تاتيه من قبل تشنجات هسترية مرعبة دموع تنسل من محجرتيها الدامية بلون الډماء لم يستمع لمناداة زوجته التي جواره تحاول أسعافه وركض والدته التي منفطرة منقسمة لاثنين قلب ممزق على من رحل وعقل شارد بالآخر لن تتحمل كل هذا الألم أسبلت عينيها فجأة وخار لتسقط بجوار ابنها الآخر 
فاق أسر
142  143  144 

انت في الصفحة 143 من 154 صفحات