الأربعاء 18 ديسمبر 2024

خيوط العنكبوت لكاتبتها

انت في الصفحة 72 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز

انتهى أسر من أرتداء حلته السوداء وهندم شعره بعناية ثم نثر عطره ووقف يتطلع لشقيقه الشارد ومصفف الشعر الرجالي ينثر له المثبت أعلى خصلاته القصيرة وكأنه بعالم اخر لم يستمع للشباب الذي يهتف متسألا 
أي أوامر تانية يا باشا
تبسم أسر وربت على كتف الشاب وقال
تسلم انت يا منعم تقدر تنزل الفرح تحتفل مع الناس
ابتسم له بود وغادر الغرفة وهو يبارك لهما ذلك الزو اج
نظر أسر لساعة ي ده ليجد بأنها تجاوزت الساعة الرابعة عصرا ربت على كتفي شقيقه لينتبه له وقال
الساعة بقت أربعة يا سليم يعني المأذون على وصول اجهز يا عريس عشان كتب الكتاب
أوما براسه فغادر أسر الغرفة وهو يقول
ميلو لوحدها هروح أطمن عليها عشان ما تح سش أنها من غير حد نتقابل في القاعة
عودة لجناح حياة
كانت وحدها بمنتصف الغرفة بعدما تركتها فريدة لكي تخبر والدها بأن حياة انتهت من التحضيرات وعليه ان يصعد إليها لكي يصطحبها
لزو جها
كانت تتطلع لهيئتها داخل المرآة لتتفاجئ بفتاة تقف خلفها وعلى وج هها أبتسامة سمحة قالت 
مبروك يا عروسة كان نفسي أقابلك من بدري عشان أحذرك بس للاسف ماعرفتش أوصلك
نهضت عن مقعدها ونظرت لها قائلة بتسأل
أنتي مين
تأفأفت بضجر وقالت
أنا نور مرات أسر
أكفهر وجهها وقالت بعدم تصديق
مرات أسر إزاي وميلانا تبقى مين وفرحهم انهاردة
ليكي حق تتصدمي بس مش مهم أنا وجودي هنا دلوقتي عشانك أنتي بصراحة صعبانة عليه ومش قادرة أسكت اكتر من كدة سليم ده شيطان على الأرض وهو سبب في دمار علاقتي بأسر
ورغم ان حامل شجع أسر يتج وز عليه ويطلقني عشان معندوش قلب ولا يعرف يحب
انهت كلماتها وغادرت الجناح قبل أن يراها أحد وتركت حياة شاردة بحديثها المبهم عن سليم
ولم تفق من شرودها إلا على صوت ولج سليم الغرفة وإغلاق الباب بالمفتاح
تطلعت له پغضب أما هو فظل يحدق بظهرها الجذاب بثوب الزفاف
حدجته پغضب وقالت
قفلت الباب ليه
فاق من تحديقه بجمالها ورد قائلا
عشان محتاج اتكلم معاكي ومش عاوز حد يدخل دلوقتي
أفندم في ټهديد تجديد تحب تضيفه
نهض عن الكرسي المتحرك واقترب منها يقف في مقابلتها ويتطلع لعيناها قائلا بصدق
أعتبري مافيش أي حاجة تجبرك على الجو از ولا في ټهديد وليكي حريه القرار تكملي ولا تبعدي
يعني ايه
هتف موضحا
يعني في اي دك دلوقتي ماتكمليش الجو ازه ومش هجبرك
جحظت عيناها پصدمة ثم كركرت ضاحكة بهسترية منما جعله يندهش بسبب ردة فعلها
استردت أنفاسها وقالت بصوت حاد وعيون تهدد لتساقط الدموع جاهدت في كپتهم وضړبت ص دره بقبضة الصغيرة وهتفت 
لا بجد أنت
بتفكر إزاي ده الذكاء الخارق ده يعني جاي في وقت الفرح والمعزيم مستنين ظهور العرسان وأهلي مافكرتش في أهلي وأنت جاي تقولي الكلام ده دلوقتي عشان أيه يا سليم باشا
عشان ماتح سش أنك جبرتني على الجو ازه لسمح الله لا بجد بتعرف تح س وعندك قلب ومشاعر
ثم انسابت دمعة هاربة وقالت بغصة 
بس ده عقاپي وأنا راضية بيه عشان سكت على القرف اللي بتعمله وأنا أستاهل ربنا يعاقبني بيك
كان يود أن يم حي تلك الدمعة ويض مها لص دره ويحكي لها كل ما يخفيه داخله ولكن لم يقدر على تلك المواجهة الان 
طرق والدها الباب فعاد سليم سريعا يجلس على الكرسي وفتح له الباب وهو يبتسم له
دلف فاروق بابتسامته الهادئة ووقف يتطلع لابنته بحب فغادر سليم الغرفة وترك الاب مع أبنته لينعموا بتلك الخصوصية 
بحمد ربنا وبشكر فضله أن عشت لم شوفتك بفستانك الأبيض وبأي دي هسلمك لجو زك
هتوحشي أبوكي يا قلب أبوكي
ابتعدت عنه برفق ثم رفعت اناملها لتمحي دموع والدها المسالة على وج نتيه وهتفت مازحة لتبدل دموعه لابتسامة 
وبنتك على أتم أستعداد تروح معاك أنا أصلا بتلكك ههه
ضحك فاروق وقال 
لا خلاص يا روح قلب أبوكي المأذون وصل يعني أدبستي هههه
انزل انت يا عريس وأنا هسلمك بنتي التانية
أبتسمت ميلانا بسعادة وتركت ذراع أسر أحت ضمتهحا حياة وبعد لحظات كان فاروق بالمنتصف ويشبك ذراعه بابنته من جانب والجانب الاخر تتشبث به ميلانا وهبط سويا درجات الدرج وعندما دلفوا لداخل القاعة أقرعت الطبول والټفت الفرقة السورية
تقرع الطبل ويرقصون الدبكة السورية وبعد تلك الفقرة أقرعت الفرقة المصرية المزمار البلدي
ثم أقترب أسر يصافح فاروق ويصطحب عروسته أما عن حياة فسارت بجانب والدها يزفها إلى سليم الجالس بالكوشة منتظر عروسه 
التقط سليم كفها ورفعه لش فتيه يطبع رقيقة ويبتسم بسعادة حقيقية أنه حصل عليها ثم ابتعد لحظات لعقد القرآن 
واعلن الشيخ صوته يصدح داخل القاعة بصوته المجلجل
اللهم بارك لهم وبارك عليهم وجمع بينهم في خير أوصيك بوصية الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم
أستوصوا بالناس خيرا اتقوا الله في الضعيفين قال ومن هم الضعيفين يا رسول الله قال المرأة واليتيم 
بعد عقد القرآن أشتعلت الموسيقى داخل القاعة وبدأت فقرات الحفل بأغنية بنت أبويا
صوت رنة المفتاح في الباب ساعة اما توصل
ومكالمة نص
71  72  73 

انت في الصفحة 72 من 154 صفحات