الأربعاء 18 ديسمبر 2024

خيوط العنكبوت لكاتبتها

انت في الصفحة 132 من 154 صفحات

موقع أيام نيوز

وانتعلت كوتشي ابيض وحقيبتها البيضاء التي دست بها مصحفها الصغير التي دائما تقرأ به وسبحتها الإلكترونية التي تشغل بها وقتها على مدار يومها ووضعت أيضا داخلها الهاتف المحمول خاصتها ثم اغلقت سحابها وعلقتها على كتفها لتغادر غرفتها في خطوات متهادئة 
وجدت والدتها تبتسم لها في حبور وحاوطتها واضعة ذراعها يحاوط ظهرها ليسيروا سويا مغادرين الشقة وكانت دلال ترتدي ثوبها الأسود الطويل يعلوه كارد وحجاب يبدو على ملامحها الحزن الذي تخفيه عن عيون الجميع تنعي حال ابنتها ولكنها تسر ذلك في نفسها تخشى الإفصاح عنها فداخلها نيران لن تخمد ابدا كلما تذكرت ما فعلته زوجة عمها المصون الذين لم ياخذون من تلك العائلة الا الشقاء والتعاسة فمنذ ان خطت بقدميها داخل عائلة الألفي وترا الحقد والغل يطل من عينين زوجة الابن الأكبر للعائلة كانت دائما تسخر منها كونها أنجبت الفتيات وهي التي أنجبت الصبيا للعائلة ولكن أين توجد هذه الصبيا الآن نجحت بسحرها على تفرقة ابناءها وأصبحت اليوم وحيدة طريحة الفراش تواجهه مصيرها وما فعلته من ذنوب أخطاء بحق الآخرين ابتعدت لمتها وفرحتها بالصبيان وتشتت كل منهما ببلد لكي يبتعدا باقصى ما يمكن عن أذاء والدتهم 

لن تخمد نيران دلال كلما نظرت لشرود صغيرتها فرحة عمرها وشبابها ماذا أصابها أثر السحر الملعۏن تدعي من كل قلبها أن لن يسامحها الله ولن يغفر لها بسبب ما مر على ابنتها من صراع وحزن داخلها غل بأن تنال عقابها التي تستحقه فهي أم مكلومة قلبها ملتاع على رؤية طفلتها تتحطم أمامها وتطن بأن السحر اصاب زوجها وفسد حياتهم الزوجية السعيدة لذلك قررت أن تحادث عمتها في ذلك الأمر فهي تريد عودة البسمة على وجهه حياتها وقرة عينيها حياة 
غادروا البناية متوجهين إلى وجهتهم ليراهم ضابط الحراسة زين المكلف بحمايتهم اخرج الهاتف اللاسلكي وحدث الرائد ريان عن تحرك زوجة سليم بصحبة سيدة ما تبدو بأنها والدتها أخبره الأخيرة بملاحقتهم وتأمين كافة السبل لهم دون لفت انتباه او شكوك 
استقل زين سيارته وقادها مسرعا ليصفها أمامهم وهو يهبط من زجاج النافذة ويطلع لهم قائلا بجدية
أوبر يا مدام 
اوقفته دلال متلهفة
بأن ينتظرهم وبالفعل استقلت حياة دلال المقعد الخلفي حدثها زين بهدوء عن المعيشة الصعبة وأنه رغم دراسته الهندسة الا انه لم يجد فرصة عمل لذلك أراد العمل كسائق أوبر ولديه والديه المسنين وخمسة من الأشقاء الفتيات مسئولا عن رعايتهم نجحت خطته في كسب تعاطف السيدة دلال وبادلته أطراف الحديث والدعاء له بصلاح الحال وطلبت منه رقم هاتفه لكي تتواصل معه لكي يصلها او يصل احد من أفراد عائلتها تبسم لها بود واملئ عليها برقم هاتفه 
اقلهم لوجهتهم عند منزل الجدة سناء وطلب منها ان تهاتفة في اي وقت ودعته دلال وهي تترجل من داخل سيارته وتلحق بها حياة التي كانت تنظر من خلف زجاج السيارة ولا تعي بكل ما يدور حولها
ولا تصغى لسماع حديثهم 
أعطته المال ودلفت داخل البناية ام عنه فصف السيارة جانبا وابتعد عن الانظار يدور بمقلتيه الحادتين كنظرات الصقر الثاقبة يتطلع هنا وهناك يأمن المكان بكل جدية ومهارة عمل 
استقبلتهم سناء بشوق جارف فلم ترا حياة منذ اليوم المشئوم يوم الحاډث الذي اصاب الجميع بالذعر والخۏف والارتجاف الذي اصاب اوصالهم جميعا 
ظلت تربت على ظهرها بحنو واجلستها بجوارها ترمقها بتفحص ثم دارت عينيها تطالع دلال هاتفة بقلق 
حصل ايه تاني للبنت يا دلال حياة مش هي حياة اللي اعرفها مش الشيخ عبدالله طمنكم 
لاحت شبح ابتسامة أعلى ثغر حياة وردت هي قائلة بكلمات مقتضبة لم يفهمها أحد منهما
ليتا الحزن الذي سكن القلب كان أصله تعويذة قادرين على صرفه يا ليتنا ظللنا أطفال نلهو ونمرح ولن نصل لكل ما وصلنا إليه الآن 
كلمات هي من الداخل وجعلتهما تنسل من مقلتيهما الدموع حسرة على ما تشعر به الفتاة التي انطفى بريق عينيها وحل محله وميض مخيف جسد هزل وضعف ووهن روحها المعذبة وهل يعقل بأن السعادة تبدل حياتهم بين عشية وضحاها 
حقا مهما بلغت بك السعادة فاعلم بأن السعادة لا تدوم كم الحزن أيضا لم يدوم 
هاتفه وعلم بوجوده داخل الشركة وابلغ سليم سكرتيرته الخاصة بأن عندما يصل السيد فاروق تدعه يدلف مكتبه على الفور وظل سليم قابعا خلف مكتبه يعلم سبب الزيارة المتوقعة فهو لم يتفاجئ بخبر قدومه كان يظن قدومه بين لحظة وأخرى منذ أن تركت حياة منزله بصحبة والدته وهو لم يعنيه الأمر شيئا يتمثل الجمود والبرود ولكن هذا أفضل بكثير من ان يضعهم في خطړ جلي يلحق بهم أثر ما فعله والده بالماضي فكم من روح فارقت جسد صاحبها غدر من جلبه والده جلب المۏت والدمار والخړاب لأهل بلدته كم من روح لاقت حتفها غدرا كم من أسرة هدمت وترملت نساءها وفقدت
131  132  133 

انت في الصفحة 132 من 154 صفحات